يعد الطراز فايبر العائد لـ"دودج" واحداً من الأطرزة الخارقة التي تنتمي إلى نادي السيارات فائقة الأداء أصحاب التسارع المئوي الذي يقل عن 4 ثوان، وهي الفئة التي تضم أطرزة فيراري ولامبورجيني وغيرهما. لكن، ومع ثورة التعديل واستخدام الشواحن التوربينية في العالم، نجد الكثير من السيارات المعدلة اليابانية التي تتعدى قوتها ألف حصان، والتي يجري اعتماد تعديلات ثقيلة عليها للتغلب على الأطرزة الخارقة ذات الشواحن الطبيعية، أمثال الموديلات سالفة الذكر. لذا لا تتعجب إن وجدت سيارة من طراز هوندا سيفيك معدلة تتغلب على سيارة من طراز لامبورجيني!
ولكن، ماذا إذا قرر أحد ملاك الأطرزة الخارقة القيام بتعديلات ثقيلة مثل أصحاب هذه الأطرزة اليابانية الصغيرة؟!
للإجابة على التساؤل السابق، سنستعرض إحدى سيارات فايبر المعدلة في الولايات المتحدة، والتي قام صاحبها بتعديلها خصيصا للتغلب على أقوى الدراجات النارية المعدلة، لأنه يرى أن بالقوة التي وصلت إليها سيارته وهي 1500 حصان، لن يجد سيارة تستطيع مجرد التفكير بالتسابق معه، حتى لو طراز "فيرون" من بوجاتي، فهو يريد التنافس مع الدراجات النارية الخارقة المعدلة التي يصل تسارعها المئوي إلى أقل من ثانيتين!
خطة التعديل:
كان الهدف من تعديل هذا الطراز خارق الأداء في الأصل، الحصول على سيارة بقوة حصانية زائدة كافية لمنافسة أي سيارة معدلة من الفصيلة الغريبة نفسها! فهذه السيارة التي تخبئ تحت غطاء محركها قوة 1500 حصان تستطيع التغلب وبسهولة على أي مركبة تسير على أربعة عجلات، فبعد تفوق الطرازVenom Hennsy ذي قوة 1100 حصان، على الطراز الشهير "بوجاتي فيرون" في المسابقة التي أقامتها مجلة Road& trackالأمريكية في سباق السرعة القصوى في مسافة مقدارها ميل واحد (1.6 كم) نستطيع أن نقول إن قوة 400 حصان زائدة ستكون كفيلة بالتغلب على أداء الـVenom التي تغلبت بدورها على البوجاتي.
والجدير بالذكر أن صاحب السيارة قام بتعديلها من أجل تحقيق زمن جيد في سباقات ربع الميل، بل الهدف الرئيسي من تعديلها وبنائها من جديد هو التغلب على جميع الدراجات النارية الخارقة المنتشرة في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة! فالعداء بينه وبين الدراجات النارية دفعه إلى القيام بدفع أموال طائلة للوصول بسيارته إلى 1500 حصان على العجلات الخلفية.
المحرك:
تزود الفايبر في الأصل بمحرك قوي ذي سعة 8 لترات موزعة على 10 أسطوانات على شكل حرف V وبقوة أساسية تبلغ 500 حصان، ولكن فريق تعديل السيارة قام بتغيير جميع مكونات المحرك الداخلية، والتي شملت تغيير عمود المرفق (الكرنك) بآخر ذي أبعاد مختلفة من أجل زيادة طول الشوط Stroke، مما ترتب عليه زيادة سعة المحرك من 8 لترات إلى 8.4 لتر، وطبعا هذا بجانب تغيير المكابسpistons والأذرعة rods بأخرى مصنوعة من الألومنيوم المفرغ من الهواء والمصنع بتقنية forged، بجانب طلائها بطبقة من السيراميك ceramic coated من أجل تحمل أفضل للضغط والحرارة، وبذلك سيكون المحرك جاهزا للدخول إلى عالم القوة المكون من أربعة أرقام من أوسع أبوابه!
نظام الشحن التوربيني:
كانت أهم خطوة في رحلة تعديل هذه السيارة هي اختيار شاحنين توربينين بحجم مناسب للوصول إلى هذه القوة المدمرة! بجانب أداء سلس وتجاوب جيد للمحرك، فتم اختيار الشواحن تحت ضوء دراسة جيدة لخرائط ضخ الهواء الخاصة بالشواحن Compressors maps لتوقع ظهور القوة عند عدد دورات المحرك المرغوب فيه.
فبعد دراسة جيدة تم اختيار شاحنين توربينين كبيرين، بقياس T76 ليقوم كل شاحن منهما بتغذية خمسة أسطوانات من المحرك الذي جاء على شكل حرف V. كما تم تركيب بوابتين لخروج غازات العادم غير المرغوب فيها من دورة الشواحن والتي يطلق عليها مصطلح waste gate من شركة Tail.
أما نظام إخراج العادم فيأتي من نوع Free flow الذي لا يحتوي على أي علب لكتم وتقليل الصوت إلا وحدة واحدة في نهاية النظام، بالإضافة إلى عدم تركيب محوّل حافز لتنقية انباعثات الغازات الضارةcatalytic converter، ويتكون هذا النظام من مواسير بقطر 4 بوصة ليستطيع محرك بقوة 1500 حصان التنفس بسهولة!
وتم تركيب وحدة تبريد داخلي intercooler واحدة فقط لتبريد الهواء المضغوط من الشواحن والمُرسل إلى داخل المحرك، وهذا طبعا مع تغيير الرادياتير الخاص بالسيارة بآخر رياضي مصنع من الألومنيوم مزود بعدد أكبر من مواسير التبريد الداخلية لمواجهة الزيادة الرهيبة في الحرارة الناتجة من محرك بهذه القوة.
المكابح وأنظمة التعليق:
تم تغيير نظام التعليق بالكامل الخاص بهذا الطراز الخارق في الأصل، واستخدام نظام تعليق احترافي مجهز خصيصا لسباقات ربع الميل، كما تم تغيير المكابح واستخدام أخرى أكبر حجما جاء قياس قطرها 14 بوصة وذلك بالإضافة إلى تغيير الإطارات المعدنية بأخرى رياضية أخف وزنا ومصنعة من سبائك تتحمل هذه القوة المفرطة من شركة HRE المخضرمة في هذا المجال، وجاءت هذه الإطارات بقياس 19 بوصة. لكن عند استخدام هذه السيارة في سباقات ربع الميل، ومع وصول السيارة إلى سرعة تزيد على 180 ميلا (288 كم/ساعة) في مسافة 400 متر فقط!! فحتما نظام المكابح لن يساعده، لذا تم تركيب جهاز خاص لمثل هذه السباقات يتكون من باراشوت يتم فتحه عند انتهاء السباق وبداية الضغط على المكابح، نعم عزيزي القارئ هو باراشوت بمعنى الكلمة!
القوة المستخرجة والأداء العام:
تم استخراج قوة حصانية رهيبة تبلغ 1156 حصانا عند ضغط ناتج من الشواحن يبلغ 29 PSIباستخدام وقود يبلغ أوكتانه 91، وعند الضغط نفسه بلغت القوة 1546 حصانا باستخدام وقود خاص بالسباقات يزيد أوكتانه على 100، مما نتج عنه أداء رهيب في سباقات ربع الميل، فاستطاعت هذه السيارة قطع مسافة 400 متر في زمن يبلغ 8.5 ثانية وذلك مع زمن مرور بلغ 288 كم/ساعة، أما بالنسبة للسرعة القصوى فلم يتم تجربة السيارة لتحديدها ولكنها لن تقل بأي حال من الأحوال على 350 كم/ساعة وقد تزيد. أما عن التسارع المئوي من السكون فهو يقل عن 2.5 ثانية ولكن لم يعلن أيضا.
وعند خروج هذه السيارة من مركز التعديل وانتهاء تجربتها، قام صاحب السيارة بإرسال رسالة تهديد إلى أصحاب الدراجات النارية المعدلة عبر شبكة الإنترنت يدعوهم فيها إلى التسابق مع المراهنة على سيارته أنه لا يوجد شيء -سواء كان سيارة أو دراجة- يستطيع التغلب عليه بعد الوصول إلى هذه القوة التي قليل أن تجدها في سيارة يستخدمها صاحبها في التنزه بدون أية مشاكل وليست مجهزة للتسابق فقط.
البطاقة الفنية:
سعة المحرك | 8.4 لتر |
عدد الأسطوانات | 10 أسطوانات |
صندوق السرعات | يدوي من 6 سرعات |
القوة الحصانية | 1546 حصانا على العجلات الخلفية (باستخدام وقود خاص بالسباقات) |
العزم | أكثر من 1700 نيوتن-متر |
ضغط الشواحن التوربينية | PSI 29 |
التسارع المئوي من السكون | أقل من 2.5 ثانية |
السرعة القصوى | أكثر من 350 كم/ساعة |
زمن قطع ربع الميل | 8.5 ثانية |
سرعة المرور في مسافة ربع الميل | 288 كم/ساعة |